يتساءلُ البعضُ عن سببِ التركيزِ على إحياءِ ذكرى عاشوراء من غيرها من حوادثِ التأريخِ
وما الذي يجعلُ الكثيرَ من الناسِ يهتمونَ لأحيائها وإقامةِ شعائرِها ؟
إنَّ نهضةَ الإمامِ الحسينِ نهضةٌ كاملةٌ روحياً فلم يقعْ القائدُ واتباعُهُ في أيِّ خللٍ او انحرافٍ عن المبدأِ الإلهيِّ
,, فهيَ ثورةُ القيمِ!
ولكي تُفتحُ للمتأملِ نوافذَ الإجابةِ ، نقول :
أولا ً: إنَّ الخلودَ للحوادثِ يتحققُ من خلالِ طرفينِ :
- العطاءُ والتضحيةُ وعمقُهما في حياةِ البشريةِ .
- والآخرُ صدقُ الارتباطِ باللهِ تعالى
وكلا هذينِ الطرفينِ اجتمعا في نهضةِ الإمامِ الحسينِ
ثانياً : الاستقامةُ على المبدأِ وعدمُ الانحرافِ عن صراطِ الإنسانيةِ والدينِ على طولِ خطِّ النهضةِ ، وهذا ما جسَّدهُ الإمامُ الحسينُ وأهلُ بيتهِ وأنصارُهُ الأبرارُ حتى ارتقوا الى النمذجةِ المُثلى .
ثالثاً : وضوحُ الأهدافِ والمنهجِ في نهضةِ الإمامِ الحسينِ ، والتي كانتْ تستهدفُ الإصلاحَ من خلالِ الأمرِ بالمعروفِ والنهيِّ عن المنكرِ والصبرِ والرضا بقضاءِ اللهِ تعالى مما جعلَها نهضةً رساليةً غنيةً بالعِبرِ والدروسِ .
رابعاً : كانَ قائدُ النهضةِ مُصمِّماً على حتميةِ المواجهةِ وقطعِ النظرِ عن النتائجِ ؛ لأنهُ لا يرى الموتَ إلا سعادةَ والحياةَ مع الظالمينَ مستحيلةً ، وهيَ حكمةٌ لكلِّ ثائرٍ ضدَ الظلمِ والطغيانِ .
خامساً : التمثيلُ عن كلِّ مكوناتِ المجتمعِ الإنسانيِّ والإيمانيِّ من النساءِ و الأبناءِ و المريضِ والكهولِ وهذا التشكيلُ المتنوعُ ليسَ عبثياً ، بل هوَ رسالةٌ لكلِّ عاقلٍ على مرِّ العصورِ بأنَّ التضحيةَ شملتْ الجميعَ حتى الطفلِ الرضيعِ لأجلِ المبدأِ .
السادس : إنَّ كلَّ مظاهرِ الإيمانِ برزتْ في يومِ عاشوراء ، فما إنْ يتذاكرَ المؤمنونَ مواقفَ أبطالِها وتضحياتِهم إلا و توقَّدتْ جمرةَ الأحزانِ في قلوبهِم وتوهجَ باعثُ الإستجابةِ لنُصرةِ الإمامِ الحسينِ عِبرَ الأزمانِ مُلبينَ النداءَ لبيكَ يا حسين لبيكَ داعيَّ اللهِ .